جيتكس إفريقيا 2025: إفريقيا في عصر السيادة الرقمية والذكاء الاصطناعي
منصة لإعادة التفكير في الحوكمة والابتكار في إفريقيا
يعد معرض جيتكس إفريقيا، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أكبر معرض للتكنولوجيا والشركات الناشئة في إفريقيا. افتتح هذا الحدث الكبير من الثورة الخامسة أبوابه يوم 14 أبريل بحفل افتتاحي تميز بخطاب مسجل مسبقًا لرئيس الحكومة المغربية السيد عزيز أخنوش، الذي وصف هذا الحدث القاري الكبير بأنه “القلب النابض للابتكار”. وفي كلمته، أكد على أهمية مثل هذه اللقاءات واسعة النطاق، من أجل تبادل الأفكار، وتقديم الحلول والابتكارات الجديدة، ومناقشة الطموحات المستقبلية، كل ذلك في إطار الرغبة في التعاون وتلاقح الأفكار. إن الثورة التكنولوجية الجارية حاليًا تركز بشكل أساسي على تطوير الذكاء الاصطناعي. وأشار رئيس الحكومة أيضًا إلى أهمية الدعوة إلى الذكاء الاصطناعي الأخلاقي والشامل والمنظم، والذي يعمل لفائدة البشرية ويحمي البيانات الشخصية.
هذا وأعلن السيد عزيز أخنوش عن إطلاق الاستراتيجية الوطنية “المغرب الرقمي 2030” قريبا. وتتمحور خارطة الطريق هذه حول توجهين رئيسيين: من ناحية، تسريع رقمنة الخدمات العمومية من أجل تعزيز إمكانية الولوج إليها وكفاءتها؛ ومن ناحية أخرى، تنشيط الاقتصاد الرقمي، من خلال تعزيز الحلول التكنولوجية المطورة محليا، والتي تولد قيمة مضافة وفرص عمل. وأكد السيد أخنوش أيضا على ضرورة تكوين وتنمية مهارات الشباب باعتباره رافعة أساسية لهذا التحول الرقمي الطموح.
وبهذا المعنى، يوجه كافراد، باعتباره مركزًا للتدريب والبحث يعمل على تحديث وتحويل وإعادة اختراع الحوكمة والإدارة العمومية في إفريقيا، خدماته اليوم نحو الإدارة الإفريقية الرقمية، مع الوعي بتحديات الثورات الرقمية، والاستفادة من فوائد الابتكارات الجديدة في مجال الذكاء الاصطناعي. كما أكد الدكتور أسوفي، المدير العام لمؤسسة كافراد، خلال مداخلته على شاشة التلفزيون “ça va connecter” في جناح APEBI، فإنه يضع رقمنة الخدمة العمومية والتحول الرقمي للإدارة العمومية في قلب الاهتمامات الحالية للمؤسسة.
لقد أصبح التحول الرقمي للإدارة العمومية الآن قضية محورية في السياسات العمومية، استجابة للطلب المتزايد على الكفاءة والشفافية والقرب من المواطنين. وإدراكاً منها بهذه الديناميكية، وضعت المؤسسة هذا التغيير التكنولوجي في قلب أولوياتها الاستراتيجية. ولتحقيق هذا الهدف، يتم تنفيذ برامج تدريبية مستهدفة لتعزيز مهارات المدراء التنفيذيين الحاليين وإعداد قادة الغد. وتهدف هذه المبادرات إلى إرساء ثقافة الابتكار داخل الإدارة، من خلال حشد جيل جديد من المواهب القادرة على قيادة ودعم هذا التحول الرقمي بشكل مستدام.
بعد ذلك، أكدت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالتحول الرقمي والإصلاح الإداري، السيدة أمال الفلاح الصغروشني، في افتتاحها أشغال معرض جيتكس إفريقيا 2025، على الرغبة الأكيدة للمملكة المغربية في جعل الرقمنة والذكاء الاصطناعي عنصرين أساسيين لتحقيق التنمية المستدامة. وأكد الوزير على الأهمية الاستراتيجية للتكنولوجيا الرقمية، التي تمثل حاليا 15% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ودعا إلى التعبئة الجماعية للقطاعين العمومي والخاص لضمان مشاركة إفريقيا بشكل كامل في هذه الديناميكية وعدم تأخرها في التغيرات العالمية التي تجلبها.
يتضح من المداخلات المختلفة خلال حفل الافتتاح الرسمي أن المغرب يسعى إلى أن يكون القوة الدافعة للشراكة جنوب-جنوب، ويضع التعاون الإفريقي كشرط أساسي للتبني الكامل للثورة الرقمية الموضوعة تحت رعاية السيادة والتعاون الإفريقي. السيادة في اعتماد الحلول المناسبة، والسيادة في معالجة البيانات: من خلال منصات سيادية.
يشكل تكوين المواهب قضية مهمة بشكل خاص من أجل قيادة الثورة الرقمية بدلا من تركها تقودنا: وفي هذا الصدد، يقدم المغرب مبادرة “المغرب الرقمي”، ويسجل تدريب 100 ألف موهبة رقمية. على سبيل المثال، طورت هذه المبادرة تدريب الشباب في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي باللغة الدارجة وذلك وعيا بأهمية الجذور المحلية.
وأخيرًا، شاركت السيدة تريكسي لوه ميرماند، الرئيسة التنفيذية لشركة كاون الدولية، التأمل في أن إفريقيا تمر بلحظة محورية في ثورتها الرقمية، وتؤكد أن معرض جيتكس إفريقيا يلعب دور منصة التقارب، لأنه يسمح بتجمع وكلاء الحكومات والقطاع الخاص والجامعات ووكالات التعاون والبحث، وكذا المستثمرين، من أجل التوفيق بين الأفكار والتفكير في الطموحات المستقبلية ومشاركتها، والتبادل حول سبل التعاون والشراكات، وإيجاد حلول مخصصة لمشاريع التحول الرقمي المختلفة. ولتحقيق ذلك، يعد تطوير المواهب جانبًا أساسيًا، وخاصة أهمية تدريب الشباب، فضلاً عن دور المرأة في تحقيق هذا الطموح الرقمي الرائع.
بالنسبة للمدير العام لوكالة التنمية الرقمية، فإن “من يتبنى التكنولوجيا الرقمية يتنفس حماية البيانات” على ضوء حجم الجرائم والهجمات الإلكترونية التي تؤثر بشكل عشوائي على الدول والشركات والأفراد. يعد الأمن السيبراني والدفاع السيبراني أدوات أساسية لحماية المعلومات والبنية التحتية الرقمية.
وتعمل رقمنة الحوكمة أيضًا على تعزيز الاستقرار الاجتماعي: فالمجتمع المتصل هو مجتمع مستعد لتحديات الغد. كما أنها تعمل على تحفيز الاقتصاد الرقمي المتنامي: حيث تشهد البلدان التي تبنت التكنولوجيا الرقمية زيادة في ناتجها المحلي الإجمالي تصل إلى 2%. وعليه أصبح اليوم من الضروري العمل على تحسين نطاق الخدمات، في ظل ظروف جيدة من إمكانية الولوج إليها وسهولة الولوج إليها والاطلاع عليها.
وللتذكير فإن معرض جيتكس إفريقيا هو حدث قاري ودولي كبير يهدف إلى تسريع التحول الرقمي للقارة الإفريقية وتعزيز التآزر بين النظم البيئية الرقمية الإفريقية والدولية. وتنظم وزارة التحول الرقمي والإصلاح الإداري بالشراكة مع وكالة التنمية الرقمية وشركة كاون الدولية معرض جيتكس إفريقيا 2025، الذي يستقطب أزيد من 45 ألف زائر و1500 عارض، بما في ذلك شركات التكنولوجيا الكبرى والشركات الناشئة المبتكرة.