التعددية في خدمة التحول الإفريقي: التزام كافراد بالتعددية المفتوحة والذكية والإنسانية والشاملة
يحتفل العالم في 24 أبريل من كل سنة باليوم الدولي للتعددية والدبلوماسية من أجل السلام. ومرة أخرى، يحتفل كافراد، وهو منظمة متعددة الأطراف تضم 45 دولة إفريقية عضو، بهذا الحدث المهم ويؤكد التزامه بتعزيز التعددية المفتوحة الأكثر فائدة بالنسبة للشعوب، والدبلوماسية في خدمة السلام والازدهار في إفريقيا والعالم.
وفي عالم تظهر فيه الأحادية حدودها لأن المشاكل معقدة وعالمية وشائكة ومتغيرة، وحيث المنافسة الاستراتيجية بين الدول تضر بالسلام العالمي، فإن المبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة يجب أن تعمل على توجيه الجهود العالمية لصالح حقوق الإنسان والسلام والتنمية لفائدة الجميع. ولكن الصراعات وتغير المناخ والفقر وعدم المساواة تزيد من تعقيد المهمة. إن التنافس، والتحولات الجيوسياسية، والتوترات، والحروب التجارية، والسباق نحو الابتكارات التكنولوجية المدنية والعسكرية بشكل خاص بين الدول غالبا ما يأخذ الأولوية على التعاون، كما أن الانقسامات تضر بالحوار. لقد تم تصميم التعددية والدبلوماسية لمعالجة مثل هذه الأزمات والاضطرابات. ومن ثم، فقد أصبح من الملح، بل ومن الضروري، إحياء روح التعاون العالمي من أجل استعادة الثقة، وتخفيف التوترات، وتعزيز السلام.
وفي رسالته بمناسبة اليوم الدولي للتعددية والدبلوماسية من أجل السلام في سنة 2024، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على أهمية مفهوم التعددية، مشيرا إلى أنه لا توجد دولة قادرة على مواجهة التحديات العالمية الحالية والتغلب عليها بمعزل عن غيرها. ومن ثم فإن الحوار والتعاون الدولي والنهج المتعدد الأطراف تشكل شروطاً أساسية لبناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً. في الواقع، تقترح الأجندة الجديدة للسلام التي اعتمدت في يوليو 2023 في “أجندتنا المشتركة” (مذكرة التوجيه رقم 9) نهجاً شاملاً لمعالجة مصادر الصراعات التقليدية وكذا الصراعات غير المتكافئة، القادرة على المساعدة في استعادة الثقة في التعددية. ولن نتمكن من مواجهة التحديات والتهديدات العالمية التي نواجهها إلا من خلال تعزيز التعاون الدولي.
وفي الميثاق من أجل المستقبل، الذي اعتمدته الجمعية العامة بموجب قرارها في 22 شتنبر 2024، يعرب زعماء العالم عن اقتناعهم بإمكانية بناء مستقبل أفضل لجميع البشرية، بما في ذلك أولئك الذين يعيشون في فقر أو في ظروف هشة. ومن خلال الإجراءات التي نتخذها اليوم، فإننا نلتزم بهذا المسار، ونعمل من أجل عالم آمن وسلمي وعادل ومنصف وشامل ومستدام ومزدهر، عالم يضمن الرفاه والأمن والكرامة وكوكبًا صحيًا لجميع الأفراد.
وفي هذا اليوم الرمزي، دعا الأمين العام زعماء العالم إلى المشاركة الكاملة في تعزيز الحوار وإعادة بناء الثقة والعمل بشكل ملموس نحو مستقبل سلمي. وفي سنة 2025، ستظل هذه الرسالة أكثر أهمية.
وتجسد المنظمات الحكومية الدولية والمنظمات غير الحكومية تحقيق إرادة التعاون والتعددية بين الدول. وتعمل المنظمات الدولية، بما في ذلك كافراد، كنواة لخلق الأفكار والمبادرات والتوصيات لتوجيه الإجراءات التي يمكن للدول اتخاذها لتحقيق الأهداف المشتركة للسلام والتنمية المستدامة وتعزيز الحقوق، أو في حالة كافراد، لتعزيز التدريب والبحث والتوثيق في خدمة التحول والتجديد وتملك الحكامة الإفريقي التي بلورها الأفارقة من أجل الأفارقة.
اليوم، وبفضل التعددية، تم تحقيق العديد من المشاريع، مثل القضاء على الأمراض، واتفاقيات نزع السلاح، وحماية حقوق الإنسان، وغيرها. إن التعددية هي دعوة للتضامن بين الدول، وتبني فكر جماعي قادر على خدمة بعضنا البعض، مع حماية سيادة كل دولة.
إن كافراد ملتزم اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بمسار التعاون والشراكة الاستراتيجية وتحسين شبكته من الشركاء من القطاعين العمومي والخاص والتقني والفكري، بهدف خدمة الرؤية الاستراتيجية الجديدة لـكافراد، والتي تتمثل في أن يكون رائدا في التحول العالمي لإفريقيا، وأن يصبح مدرسة تدريب للقادة الأفارقة على دراية بتحديات الغد.