الثقافة واللغات والحوار: الكتاب كجسر قاري

تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، تقام الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب (SIEL) 2025 في الفترة الممتدة من 18 إلى 27 أبريل 2025. وهو حدث أدبي سنوي يضم أزيد من 700 عارض، يمثلون حوالي خمسين دولة، وخاصة عشاق الكتب، لمدة عشرة أيام يتم خلالها تنظيم معارض ومناقشات ولقاءات ومؤتمرات حول النشر والأدب وتبادل الثقافات والحوار بين الثقافات. تنظم وزارة الشباب والثقافة والاتصال، بشراكة مع جهة وولاية الرباط-سلا-القنيطرة، هذا الحدث الثقافي الكبير، وهو يعد بأن يكون نسخة استثنائية، سواء من حيث حجمه أو ثراء برمجته.

الشارقة، المدينة الإماراتية الرائعة، ستكون محط الأنظار خلال هذه النسخة. تتمتع هذه المدينة بمكانة “المنصة الدولية للعالمين العربي والإسلامي في قلب المشروع الثقافي العربي”، وتدعو إلى تشجيع التبادل الثقافي والأدبي والفني والتحريري بين المناطق. ويتم الاحتفاء بالثقافة العربية خلال هذه الدورة بفضل مشاركة العديد من المؤلفين ودور النشر والخبراء والمثقفين، الذين سيناقشون الصناعة الأدبية والثقافية. وتخطط مدينة الشارقة لتسليط الضوء على ثقافة دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال تمثيل أزيد من 15 دار نشر، وتأمل في تعزيز ودعم العلاقات بين البلدين، حول التبادل الثقافي وتعزيز النشر والكتب العربية.

الحدث الأهم في هذه الدورة الثلاثين هو الترويج للمغاربة عبر العالم، تقديرا لمساهماتهم في نشر الهوية الثقافية المغربية على الصعيد الدولي.

يتميز البرنامج الثقافي المقدم خلال هذه الدورة الثلاثين بكثافة وتنوعه: حيث يشمل حوالي 26 نشاطًا يوميًا، يقدمها 762 متحدثًا مغربيًا وأجنبيًا. وبالفعل، فإن مدينة الرباط تعد بمسيرة أدبية حقيقية، من خلال المؤتمرات واللقاءات الأدبية والقراءات والأمسيات الشعرية والتكريمات والمناظرات التي تتخلل هذا الحدث. وسيتم تكريم شخصيات رمزية من الثقافة المغربية، إلى جانب شخصيات من العالم العربي، بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.

ويحتفل SIEL أيضًا بالشباب والأطفال: حيث سيتم تخصيص مساحة كبيرة للشباب مع العديد من الأنشطة المبرمجة، بما في ذلك ورش العمل التعليمية المنتشرة في ستة مناطق من “مساحة الأطفال”.

هذا وسيتم منح جائزتين أدبيتين كبيرتين: جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة وجائزة القراءة الوطنية، تكريماً للإنجازات الأدبية والفكرية البارزة.

انطلاقا من رغبة قوية في تعزيز المشهد الثقافي الوطني، تشكل هذه الدورة الثلاثون جزءا من رؤية طموحة: تعزيز مكانة الرباط كعاصمة ثقافية، حيث تستعد المدينة لتصبح عاصمة عالمية للكتاب في سنة 2026.

إن الاحتفال بالثقافة والكتب والأدب يقودنا إلى التركيز على أهمية اللغة، هذه الأداة الثمينة التي تسمح للبشر بالتعبير عن أنفسهم، والازدهار، والانفتاح على الآخرين. وبما أن اللغة العربية هي إحدى اللغات الرسمية في كافراد، فإننا نحتفل بها كل يوم. اللغة هي رابط بين الشعوب وركيزة للتنوع الثقافي، وخاصة في القارة الإفريقية. هذا ويعتبر تعزيز اللغات قضية استراتيجية لمستقبل إفريقيا التعليمي والفكري والاقتصادي والاجتماعي، هذه القارة التي تزخر باللهجات واللغات المحلية وكذا اللغات العالمية. وبفضل التعدد اللغوي الذي تتمتع به القارة، تتمكن إفريقيا من الانفتاح على العالم الغربي والعالم العربي على حد سواء، وبالتالي تنويع مسارات التعاون والتكامل الإقليمي والدولي. واليوم يتم الاحتفال باللغة العربية، كلغة الروحانية والثقافة والتعاون، وتدريسها في العديد من الدول الإفريقية، ومنها أعضاء في كافراد. إن الاحتفال باللغة من خلال الثقافة، باعتباره ناقلًا حقيقيًا للهوية والمعرفة والتبادل، أمر أساسي في الحوار بين الحضارات.

ومن ثم فإن اللغة ضرورية لنشر المعرفة وتقاسمها، فضلاً عن نشر نتائج البحوث وتقديم برامج التعلم والتدريب.

إن بناء إفريقيا في القرن الحادي والعشرين يعتمد على اللغات والثقافات والكتب الإفريقية. يعمل كافراد على نشر صورة إفريقيا الجديدة “التي نريدها”.

هل أنت بحاجة للارشاد؟

اتصل بنا لتلقي آخر الأخبار أو استشر إلى صفحة الأحداث.

Envie D'être Renseigné Sur Tous Les événements du CAFRAD?