الحكامة العمومية في إفريقيا: الدول الأعضاء تؤكد التزامها في المنتدى الوزاري الإفريقي السادس عشر لكافراد
في المنتدى الوزاري الإفريقي السادس عشر لكافراد، الذي عُقد في 15 يوليوز بمقر كافراد بالرباط، تحدثت عدة دول أعضاء للتعبير عن أولوياتها وتحدياتها وتوقعاتها من المركز. وأكد هذا الاجتماع السنوي رغبة مشتركة في إصلاح وتحديث الإدارات العمومية الإفريقية من خلال شراكة استراتيجية معززة مع كافراد.
غينيا: سيماندو 2030: مشروع رائد للحوكمة المتكاملة
كان من أبرز فعاليات المنتدى عرض مشروع سيماندو 2030، الذي تقوده غينيا. وقد أُشيد بهذا المشروع الهيكلي متعدد الأبعاد باعتباره نموذجًا للتحول العام، قادرًا على الجمع بين التنمية الاقتصادية والابتكار المؤسسي والاستدامة البيئية.
الكاميرون: أولوية لمكافحة الفساد والتكوين
أكد ممثل الحكومة الكاميرونية بشدة على أهمية تعميق الشراكة الاستراتيجية مع كافراد. وأكد مجددًا أن مكافحة الفساد لا تزال أولوية وطنية، تتطلب آليات رقابة فعّالة واستثمارًا مستدامًا في تدريب الموظفين العموميين ورقمنة الخدمات الإدارية.
وأكد أن تحديث الإدارة في الكاميرون يتطلب تعاونًا فنيًا مع مؤسسات إفريقية موثوقة، مثل كافراد، في مجالات الحكامة الأخلاقية والإدارة العمومية والابتكار الإداري. وبذلك، جددت الكاميرون التزامها بالإصلاح المستدام القائم على تنمية مؤسسية متينة.
بوروندي: تحديث الإدارة والحكامة المسؤولة
أبرز ممثل بوروندي الحاجة الملحة لتحديث الإدارة العمومية لتلبية متطلبات التنمية الاجتماعية والاقتصادية. وشدد على أهمية رقمنة الخدمات، والتكوين المستمر للمدراء التنفيذيين، وتعزيز الكفاءة المؤسسية.
علاوة على ذلك، جددت بوروندي التزامها بمبادئ الشفافية والأداء والمساءلة، وهي مبادئ أساسية للحكامة الرشيدة. في هذا السياق، أعربت بوروندي عن استعدادها للتعاون الوثيق مع كافراد للاستفادة من خبرته في تنفيذ الإصلاحات الجارية.
بوركينا فاسو: دعم الإصلاح الهيكلي
أعربت ممثلة بوركينا فاسو عن الحاجة إلى الدعم الفني والاستراتيجي من كافراد لدعم الإصلاحات الهيكلية في الإدارة العمومية. في مواجهة التحديات المتزايدة في الحكامة، وجودة الخدمات العمومية، والثقة بين الدولة والمواطنين، شرعت البلاد في عملية واسعة النطاق لتحويل مؤسساتها. ولذلك، تُعتبر كافراد شريكًا رئيسيًا في دعم هذا التغيير.
زيمبابوي: إدارة موجهة نحو النتائج
دعت ممثلة زيمبابوي إلى بناء إدارة حديثة وفعالة وموجهة نحو النتائج. وأكدت على أهمية تعزيز النزاهة والشفافية والمساءلة كعوامل لاستعادة ثقة المواطنين في المؤسسات العمومية.
وأكدت أن الأداء الإداري يجب أن يُقاس في الوقت الراهن بقدرته على الاستجابة الفعالة لاحتياجات السكان. أعربت زيمبابوي عن اهتمامها بتعزيز التعاون مع كافراد، الذي يُعتبر منصة إفريقية شاملة قادرة على دعم الدول الأعضاء في تبني أفضل الممارسات في مجال الحكامة العمومية.
وفي ختام المنتدى، قدّم المدير العام لكافراد عدة توصيات رئيسية تهدف إلى تعزيز أثر الإجراءات المتخذة وتوجيه الخطوات التالية في مسيرة التحول الإداري في إفريقيا:
استدامة المنتدى: اقترح المدير العام تكرار هذه المبادرة سنويًا، مع اقتراح تنظيم جلسات تحضيرية مواضيعية في الدول الأعضاء مسبقًا لتقديم حلول ملموسة للمشاكل المحددة التي تواجهها البلدان.
التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي: أكد على أهمية الالتزام الجماعي بالتحول الشامل في إفريقيا، والذي يجب أن يدمج بالضرورة رقمنة الخدمات العمومية، والاستخدام الاستراتيجي للذكاء الاصطناعي، وتحديث أدوات الإدارة.
تنمية المهارات: شدد المدير العام على أهمية التكزين المستمر وتنمية مهارات الموارد البشرية في الإدارات العمومية، وتكييفها مع المتطلبات الجديدة للحكامة الحديثة.
البحث والابتكار: أخيرًا، دعا إلى تعزيز البحث التطبيقي في مجال الابتكار الإداري، بهدف تصميم نماذج حكامة تتكيف مع السياقات الإفريقية، وتكون مستدامة، وتطلعية.
الخلاصة: زخم قاري بحاجة إلى تعزيز
أبرز المنتدى الوزاري الإفريقي السادس عشر لكافراد رغبةً مشتركةً بين الدول الأعضاء في تعزيز قدراتها المؤسسية، وتحديث إدارتها العمومية، وتعزيز حكامة أكثر شفافيةً وأخلاقيةً وفعالية. وبصفتها مؤسسة إفريقية متخصصة، تُعدّ كافراد، أكثر من أي وقت مضى، فاعلاً استراتيجياً في دعم الإصلاحات، واضعا الابتكار والتدريب والتعاون الفني في صميم عمله.