النسخة الأولى من المائدة المستديرة للدول الأعضاء والشركاء في كافراد: عهد جديد في تاريخ المنظمة، في سياق تحول أنظمة الإدارة والحوكمة في إفريقيا
تم الفوز بالرهان من طرف المدير العام الجديد.
استضافت قاعة المؤتمرات بمقر المنظمة البيحكومية الإفريقية، بالرباط في المملكة المغربية، يوم الخميس 27 فبراير 2025، النسخة الأولى من المائدة المستديرة للدول الأعضاء والشركاء، التي باردها المدير العام الجديد، الدكتور كوفي ديودوني أسوفي، حول موضوع: “الكافراد المتجدد، قاطرة إفريقيا نحو التحول العالمي والرقمي والبيئي والذكي للإدارات العمومية”.
وقد حشد الحدث غير المسبوق في تاريخ كافراد شخصيات رفيعة المستوى من السلك الدبلوماسي والسياسي والجامعي والأكاديمي والنقابي وكذا القطاع العمومي والخاص الذين استجابوا لدعوة رئيسة المجلس الإداري، البروفيسور أمال الفلاح السغروشني، بهدف التبادل ومشاركة معارفهم وصياغة توصياتهم فيما يتعلق بتحقيق الرؤية الجديدة لكافراد وبرامجها لتحويل إفريقيا والإدارات العمومية والخاصة، وهو شرط أساسي لضمان التنمية المستدامة والشاملة.
وقد حققت المائدة المستديرة، التي تم تنظيمها بهدف إعادة تأهيل المنظمة الإفريقية واستعادة ثقة الدول الأعضاء والشركاء، نجاحا غير مسبوق. وقد تمحورت حول ثلاث نقاط بارزة.
مرحلة البروتوكول والاستقبال
وقد تميزت بكلمات ترحيبية من السيد المدير العام وكلمات من توقيع رئيس مؤسسة تمكين، إلى جانب الكلمة الافتتاحية الرسمية للمائدة المستديرة التي ألقاها ممثل رئيسة المجلس الإداري، الدكتور سمير بوغار.
في الواقع، وتحت شعار “قائد جديد، رؤية جديدة، كافراد جديد”، كان من دواعي الشرف الكبير أن يتحدث المدير العام لكافراد يوم الخميس 27 فبراير 2025 أمام الشركاء الفنيين والماليين لكافراد بمناسبة الافتتاح الرسمي للمائدة المستديرة الأولى لكافراد المجدد. ويشكل هذا الحدث، الذي أوصى به المجلس الإداري، نقطة تحول في تاريخ المؤسسة الإفريقية، التي وضعت تحت قيادة الدكتور كوفي ديدوني أسوفي.
وفي بداية كلمته، أعرب الدكتور أسوفي عن عميق امتنانه لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، ثم أشاد بالتزام الحكومة المغربية تجاه المنظمة منذ إحداثها سنة 1962 بدعم من اليونسكو. ثم أعرب عن شكره للضيوف الكرام الذين استجابوا بأعداد كبيرة لهذه الدعوة، مؤكداً أن ذلك دليل ملموس على اهتمام الشركاء بالمؤسسة وثقتهم بها.
وفي الواقع، ضمّ الحدث عددًا كبيرًا من الشركاء الدبلوماسيين والفنيين والماليين، حيث حرص المدير العام على الاعتراف بحضورهم الدائم ودعمهم لكافراد. وتعتبر مساهمتهم ضرورية لتمكين المنظمة من مواصلة النهوض بدور رئيسي في تكوين الموظفين الأفارقة وتحديث الإدارات العمومية في القارة.
وكان التحدي الذي واجهته هذه المائدة المستديرة واضحا: إعداد مستقبل كافراد في مواجهة سياق عالمي متزايد التعقيد والديناميكية. ووفقا للمدير العام، فإن المنظمة التي لا تعمل على إعادة الابتكار، والتي لا تكيف استراتيجياتها، والتي لا تستجيب للاحتياجات المتغيرة لأعضائها، معرضة لخطر الاختفاء. ومن هذا المنطلق، تم إطلاق مشروع تحويل المنظمة تحت قيادته. وقد تم تكليف الأخير، الذي تم انتخابه في يوليوز 2024، بإحداث تغيير جذري مع الحفاظ على روح الآباء المؤسسين لكافراد.
وبعد أن مهد الدكتور أسوفي الطريق أمام هذا التحول، أعرب عن رؤيته لمركز كافراد المجدد، وهو مركز للتميز قادر على الاستجابة للتحديات المعاصرة التي تواجه الإدارات العمومية الإفريقية. ومن بين تحديات هذا الإصلاح ضرورة إعداد إفريقيا للثورة الرقمية والتحديات البيئية، من خلال تطوير عرض تكويني جديد وتعبئة الموارد لدعم الحكامة الحديثة والشاملة والمستدامة.
وقد ساعدت المائدة المستديرة في إرساء أسس هذا التغيير، وهو جزء من خارطة الطريق الطموحة التي تتضمن خمسة محاور استراتيجية: تجديد حوكمة كافراد، وتكييف عرض التكوين مع المتطلبات الجديدة للإدارات العمومية الإفريقية، وتطوير البحوث التي تركز على تحديات القارة والابتكار، وإنشاء مركز استشاري لدعم الدول الأعضاء، وتعزيز نفوذ كافراد الإفريقي والعالمي.
ومن ثم، سلط هذا العرض الضوء على أهمية التزام جميع الشركاء بهذه الرؤية الجديدة، مذكرا بأن نجاح هذا التحول يتطلب تعزيز التعاون بين المؤسسات والدول الأعضاء والشركاء الفنيين والفكريين والماليين. وبحسب الدكتور أسوفي، ينبغي ألا يكون كافراد محركًا للتغيير فحسب، بل أيضًا أن عنصرا رئيسيًا في التحول الرقمي للإدارات العمومية الإفريقية، ورافعة للابتكار والقدرة التنافسية للخدمات العمومية.
إن التزام الدول الأعضاء في كافراد يعد اليوم أمرًا بالغ الأهمية ليس فقط لبقاء المؤسسة، ولكن أيضًا لضمان تنفيذ خريطة الطريق الطموحة. وتتطلب الجهود التي يبذلها كافراد استعادة ثقة الدول في المؤسسة، فضلاً عن الدعم المالي المنتظم والمؤكد. وحذر من أنه بدون هذا الدعم فإن مشروع التحول يواجه خطر الفشل.
أشغال المائدة المستديرة
قدم الدكتور كوفي ديودوني أسوفي، المدير العام لكافراد، رؤية كافراد وقيمها وبرامجها ومشاريعها لتحويل إفريقيا وتحسين الحكامة العمومية.
تمت بلورة خريطة الطريق بهدف إعادة توجيه كافراد نحو التحديات الإدارية الرئيسية للتنمية المستدامة والشاملة للقارة الإفريقية في عالم معولم حيث تتطلب التحولات العالمية وتحديات الحوكمة العالمية تحولات رقمية وذكية ومستدامة للدولة بالإضافة إلى الإدارة التشاركية والأخلاقية. ولتحقيق هذه الغاية، تتضمن خمسة (5) محاور استراتيجية:
- تجديد وتحسين حوكمة كافراد مما يعني الحاجة إلى تنفيذ تدابير إصلاحية قوية وطموحة وجريئة وواقعية وإعادة هيكلة وبناء كافراد جديد خلال سنة الانتقال؛
- تصميم عرض تكوين مهني مستمر عالي الجودة يتكيف مع احتياجات الإدارات العمومية الإفريقية؛
- تنفيذ خطة تنمية المهارات/المواهب من خلال التكوين المستمر المعتمد والتكوين المستمر المخول للحصول على الدبلوم من أجل إعداد القادة والمدراء وكبار المسؤولين وكذا الجهات الفاعلة في القطاع الخاص ليكونوا فاعلين حقيقيين في تنمية إفريقيا على أساس عقد الثقة بين الشعب ومدراء الشؤون العمومية؛
- التركيز على البحوث التي أجريت بدقة حول التحديات الحقيقية التي تواجه الإدارات العمومية الإفريقية مع الاستجابة لتعقيدات وخصوصيات المجتمعات الإفريقية؛
- مركز الاستشارات والتوجيه الذي يهدف إلى تزويد كافراد بمجموعة استشارية بهدف إجراء مهام استشارية ودعم وتشاور لفائدة الدول الإفريقية ؛
- وأخيرًا التأثير الإفريقي والعالمي للمركز والذي سيسهم في التأثير العالمي لإفريقيا من خلال الترويج ونشر نتائج البحوث والتكوين والخبرة في الإدارة العمومية والترحيب بالطلاب الأجانب.
واختتم عرضه بمناشدة الدول الأعضاء والشركاء والممولين والاتحاد الإفريقي والمجتمعات الاقتصادية الإقليمية الإفريقية إلى ضرورة هيكلة وتنسيق التدخلات في مجال تنمية المهارات والمواهب في إفريقيا، وبلورة برنامج تكوين إقليمي لفائدة القادة الأفارقة، وصندوق تنمية المهارات، وبرنامج تكوين مدى الحياة كما هو موجود في أوروبا.
مرحلة المناقشات
وبعد عرض البرامج، أعقب ذلك مناقشات وتبادل للخبرات وصياغة التوصيات على شكل مساهمات. وقد أشاد كبار الشخصيات الحاضرين في القاعة بالقيادة التحويلية والتحولية للمدير العام، الذي عزم على قيادة التغيير التحويلي في القارة، وأهمية وترابط رؤيته، فضلاً عن كثافة البرامج التي سيتم تنفيذها.
لقد حققت المائدة المستديرة أهدافها في استعادة الثقة والمصداقية والرؤية. ومن الآن فصاعدا، يمكن لكافراد أن يعتمد على الدول الأعضاء والشركاء الذين تولوا مسؤولية المنظمة داخل البنية المؤسسية الإفريقية. فباعتباره أكثر من مجرد منظمة، يعتبر كافراد مركزًا رائدًا للتميز في تحويل إفريقيا وبناء إفريقيا جديدة قائمة على نظام حكامة ديمقراطية وأخلاقية وسلمية وشاملة ومرنة. إنها مدرسة تكوين لفائدة قادة اليوم والغد. إن إفريقيا بحاجة إلى تنفيذ نموذج التنمية الخاص بها في عالم معولم حيث يملي الذكاء الاصطناعي قوانينه.
وفي النهاية، اختتم الدكتور سمير، ممثلاً لرئيسة المجلس الإداري، أشغال المائدة المستديرة رسميًا، معربًا عن أمله، وكذا أمل فريق كافراد، في أن تؤدي إلى التزامات ملموسة ودعم متجدد لكافراد أكثر حداثة وقوة وأكثر قدرة على مواجهة تحديات الغد.
إنه نجاح باهر! فقد استقطبت النسخة الأولى من المائدة المستديرة للدول الأعضاء والشركاء في كافراد شخصيات مرموقة من جميع مناحي الحياة.