تخليد اليوم الوطني لغينيا الاستوائية

يحتفل كافراد مع جمهورية غينيا الاستوائية بعيد استقلالها السابع والخمسين.
في الثاني عشر من أكتوبر من كل سنة، تحتفل جمهورية غينيا الاستوائية بذكرى استقلالها (يوم الاستقلال الوطني)، الذي حصلت عليه سنة 1968. وكانت هذه الدولة، التي تضم جزيرة فرناندو بو (بيوكو حاليًا) وإقليم ريو موني (مبيني)، مستعمرة إسبانية لأزيد من قرن. وبفضل موجة حركات الاستقلال التي اجتاحت القارة الإفريقية في ستينيات القرن الماضي، تحررت تدريجيًا من الحكم الإسباني، لاسيما من خلال منحها الحكم الذاتي الداخلي سنة 1963، والذي أعقبه استفتاء 11 غشت 1968، الذي صوّت فيه 63٪ من السكان لصالح الاستقلال، والذي مُنح بالفعل بعد شهرين.
في السنة نفسها، انتخب الشعب أول رئيس له، فخامة فرانسيسكو ماسياس نغيما، الذي قاد ائتلافًا من عدة أحزاب وحكم البلاد لما يقرب من أحد عشر سنة متتالية.
في كل احتفال بهذه الذكرى، لا ينفك رئيس الجمهورية الحالي، فخامة تيودورو أوبيانغ نغيما مباسوغو، عن الإشادة بالآباء المؤسسين للأمة على انتصارات نضالات هذا البلد الجميل ضد الاستعمار. يُعد اليوم الوطني الحدث الأبرز في غينيا الاستوائية، ويُقام احتفال دوري كل سنة في مدينة مختلفة. تُساهم الدولة بأكملها في تنظيم هذا الحدث، الذي يتضمن العديد من الاحتفالات، أبرزها عرض عسكري وعام، بالإضافة إلى العديد من الأنشطة الأخرى.
تعتبر جمهورية غينيا الاستوائية إقليما مُنعزلا جزئيًا وقاريا جزئيًا. تنقسم المنطقتان إلى سبع مقاطعات، ثم إلى ثماني عشرة مقاطعة، تغطيان مساحة 28,050 كيلومترًا مربعًا، ويبلغ عدد سكانهما 1,938,431 نسمة، وهو رقم في تزايد مستمر، بنسبة زيادة سنوية قدرها 2.37% (وفقًا لموقع Worldometer، يونيو 2025). في الواقع، تشهد البلاد نموًا سكانيًا ملحوظًا، ناتجًا، من جملة من الأسباب، عن تحسن متوسط العمر المتوقع، ومعدل ولادة بلغ 4.3 طفل لكل امرأة (2021)، وتزايد الهجرة منذ تسعينيات القرن الماضي.
أما العامل الرئيسي الذي يفسر جاذبية الأجانب، وخاصة من أوروبا وآسيا ودول إفريقية أخرى، فهو الازدهار الاقتصادي الناتج عن استغلال حقول النفط المختلفة. وقد طورت غينيا الاستوائية، المعروفة باسم “إلدورادو”، نظام تعويضات جذابًا ومزايا أخرى جذبت عددًا كبيرًا من المستثمرين والعمال الأجانب.
ومع ذلك، وإدراكًا منها للاعتماد الاقتصادي على النفط ونضوبه التدريجي، سعت الحكومة إلى تحسين الانضباط المالي والشفافية ونشر الحسابات بدقة، بالإضافة إلى استثمار عائدات النفط في تطوير بنية تحتية مادية عالية الجودة وتحسين الظروف المعيشية للسكان.
ركزت الحكومة تنميتها الاقتصادية المستدامة على التنويع الاقتصادي من خلال تنفيذ إصلاحات طموحة. وفي هذا السياق، طُلب من كافراد عدة مرات تقديم برامج تدريبية متنوعة تهدف إلى تعزيز قدرات كبار المسؤولين في مؤسسات جمهورية غينيا الاستوائية. وقد نُظمت هذه البرامج التدريبية، التي تغطي مجموعة من المواضيع، في مقر المنظمة وفي موقعها بمدينة مالابو، غينيا الاستوائية.
واليوم، يقف كافراد، مركز التدريب على الثقافة التنظيمية وتطوير الإدارة الإفريقية، مجددًا إلى جانب غينيا الاستوائية، الدولة الوحيدة في إفريقيا التي تُعدّ الإسبانية لغة رسمية فيها، لدعم جهود قادتها ومدراءها في بناء استراتيجيات شاملة وقابلة للتطبيق تُفضي إلى تحول اقتصادي شامل ومستدام.
يهنئ كافراد جمهورية غينيا الاستوائية بالذكرى السابعة والخمسين لاستقلالها، ويؤكد التزامه بالعمل على تطوير المهارات المتميزة لصناع القرار في البلاد. وتأمل المنظمة أن تكون هذه السنة حافلة بالتقدم الملموس والمفيد لرفاهية شعب جمهورية غينيا الاستوائية.


