كافراد يحتفل بمرور عشر سنوات على التعاون الدبلوماسي بين الطوغو والمغرب: التركيز على مستقبل إفريقيا

افتُتحت الندوة الدبلوماسية للاحتفال بمرور عشر سنوات على العلاقات المغربية الطوغولية بكلمة ألقاها المدير العام لكافراد، الدكتور ك. ديودونيه أسوفي، أكد فيها على أهمية التعاون جنوب-جنوب ورؤية إفريقيا ذات سيادة. وقد أُقيم هذا الحدث الهام، الذي يحتفي بالعلاقات الإفريقية البينية الجيدة، في مقر كافراد بالرباط، تحت شعار “تعزيز الإنجازات لبناء المستقبل معًا”. ويندرج هذا الحدث في إطار الجهود القارية الرامية إلى تعزيز التعاون جنوب-جنوب والتكامل الإفريقي.

وفي كلمته، أشاد المدير العام بالدور الثاقب الذي اطلع به جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، الذي وصفه بأنه “قائد إنساني وملتزم عظيم”، في تعزيز التنمية الشاملة للقارة. لطالما دعا صاحب الجلالة إلى ضرورة التعاون الشامل والهيكلي بين بلدان الجنوب، مع التركيز على التحول المحلي، وإنشاء سلاسل قيمة إقليمية، وتوحيد الجهود الإفريقية لبناء نظام جديد متعدد الأقطاب.

وبصفته فاعلاً اقتصادياً رئيسياً، يعتزم المغرب مشاركة خبراته ودعم المشاريع القارية مثل المبادرة الأطلسية لدول الساحل، ومشروع خط أنابيب الغاز العملاق الرابط بين إفريقيا وأوروبا.

من جانبه، يُمثل كافراد رافعة استراتيجية للحكامة والتنمية: إذ أُنشئ سنة 1962 بمبادرة من المملكة المغربية وبدعم من اليونسكو، وهو أقدم مؤسسة إفريقية مُكرسة لتحديث الإدارة العمومية وبناء قدرات الدول الإفريقية. وتشمل ولايته عدة مجالات: تعزيز الحكامة العمومية: تعزيز الشفافية، والأخلاقيات، ومشاركة المواطنين، والنزاهة، إلى جانب التدريب المستمر للمدراء التنفيذيين، وتعزيز المهارات الإفريقية من خلال تأهيل وتخصص قادة القطاعين العمومي والخاص من خلال وحدات دراسية مُصممة خصيصاً.

  • الابتكار المؤسسي: دعم الرقمنة، والتحول الإداري، وتنمية المهارات الشخصية.
  • تبادل المعرفة: التواصل، ونشر أفضل الممارسات، والتعاون بين البلدان الإفريقية.
  • دعم التكامل الإقليمي والتعاون فيما بين بلدان الجنوب: دعم المشاريع القارية مثل منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية.

ثم أكد المدير العام على أهمية التعليم والتعليم المستمر، باعتبارهما مفتاح التحول الإفريقي في عالم تهيمن عليه الثورات التكنولوجية، والذكاء الاصطناعي، والاضطرابات الاقتصادية، ومفارقات ما بعد الحداثة. وأكد مجددًا أن الرأسمال البشري هو المورد الأساسي للتنمية المستدامة. ويُعد التعليم المستمر، وهو ركيزة أساسية في برنامج كافراد، رافعة أساسية للحفاظ على المهارات الحديثة، ودعم التغيير الاقتصادي، وبناء منظمات مرنة. ووفقًا له، فإن “التكوين طوال الحياة المهنية يعني الحفاظ على الصلة بالواقع، والكفاءة، وكونه عاملًا مؤثرًا في التغيير”. كما يُسهم التكوين في تعزيز الحراك، والتقدم الاجتماعي، والابتكار التنظيمي.

هذا ولا يقتصر برنامج كافراد على الإدارات العمومية فحسب، بل يُمثل شريكًا استراتيجيًا للشركات الإفريقية في سعيها نحو التنافسية، والاندماج في سلاسل القيمة العالمية، والارتقاء بمستوى أدائها. يقدم المركز تدريبًا مُستهدفًا، مُصممًا خصيصًا لتلبية احتياجات الشركات، لتطوير مهارات مُتميزة وتعزيز الأداء العام.

لذلك، يدعو الدكتور أسوفي الجهات الاقتصادية الإفريقية المعنية إلى وضع ثقتها في كافراد لتكوين جيل جديد من المدراء: “متحررين، وواعين، ومُبدعين، وأخلاقيين، وذوي رؤية”.

وفي الختام، رحّب المدير العام لكافراد بالتزام المملكة المغربية، والدول الأعضاء في كافراد، والشركاء الأفارقة ببناء قارة قوية وموحدة ومزدهرة. وأكد مجددًا أن الاستثمارات الضخمة في التعليم والبحث والابتكار والحكامة وحدها هي التي ستُمكّن من تحقيق أهداف أجندة الاتحاد الأفريقي 2063.

وأكد قائلًا: “لن تتمكن إفريقيا من ترسيخ مكانتها على الساحة العالمية إلا من خلال تعزيز قدراتها، وتطوير إمكاناتها، وتأكيد وحدتها في ظل التنوع”.

عاش التعاون بين بلدان الجنوب! عاش كافراد! عاشت إفريقيا موحدة وذات سيادة!

اختُتم حفل الافتتاح بتوقيع اتفاقية شراكة بين غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة الرباط-سلا-القنيطرة وغرفة التجارة والصناعة الطوغولية، مما يُمثل علامة فارقة في التعاون الاقتصادي بين البلدين. وبهذه المناسبة، كرمت سفارة الطوغو عددًا من الشخصيات تقديرًا لمساهماتهم، من بينهم المدير العام لمركز كافراد.

Envie D'être Renseigné Sur Tous Les événements du CAFRAD?