في يوم الثلاثاء، 29 يونيو 1976، حصلت سيشل استقلالها من بريطانيا العظمى. بلغ عدد سكان هذا الأرخبيل الشاسع، المؤلف من 115 جزيرة، والذي يغطي مساحة 455 كيلومترًا مربعًا، والواقع في المحيط الهندي، قبالة سواحل شرق أفريقيا، حوالي 130,418 نسمة في سنة 2024. وتُعدّ سيشل الدولة الأكثر ازدهارًا في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث يتمتع سكانها برعاية صحية وتعليم جيد ومستوى معيشي ممتاز. تُعدّ جمهورية سيشل ديمقراطية حديثة العهد نسبيًا، تتمتع بمؤسسات ديمقراطية معترف بها وبيئة سياسية مستقرة نسبيًا. في سنة 1993، وبعد اعتماد دستور جديد، أجرت البلاد أول انتخابات رئاسية متعددة الأحزاب.

في يوم الأحد، 29 يونيو 2025، يحتفل شعب سيشل بالذكرى التاسعة والأربعين لاستقلال وطنهم. يُحتفل بهذا العيد الوطني، ويتخلله رسالة من رئيس الجمهورية، واستعراضات متنوعة، وعروض ألعاب نارية، واحتفالات، وعروض ثقافية.

يُعرب مركز كافراد، الرائد في التحول العالمي لإفريقيا، ومدرسة تدريب القادة الأفارقة منذ سنة 1962، عن سعادته بجمهورية سيشل. يتيح لنا هذا الاحتفال، الذي يتخذ شكل استعراض، الاحتفال بالانتصارات التي تحققت حتى الآن، وتنشيط وتجهيز وبناء الحيوية لمواجهة التحديات المتبقية بعزيمة.

في الواقع، يُتوقع أن يبلغ معدل النمو الاقتصادي في جمهورية سيشل 2.4٪ بحلول سنة 2026، وفقًا للبنك الدولي. ويعتمد هذا الاقتصاد على السياحة وصيد الأسماك وقطاع الخدمات، مع التركيز على الإدارة والمالية والتأمين. وتسهم جميعها بشكل كبير في هذا النمو في الناتج المحلي الإجمالي. أما المؤشرات الأخرى، وخاصة المؤشرات الاجتماعية، فهي مستقرة نسبيًا، وتشمل هذه المؤشرات المساعدة الاجتماعية ومعدل بطالة منخفض نسبيًا. اليوم، ووفقًا للبنك الدولي، تتميز سيشل بأعلى نصيب للفرد من الناتج المحلي الإجمالي في إفريقيا، حيث وصل إلى 16.7 مليار دولار أمريكي في سنة 2023. ويُمكن تحقيق كل هذا بفضل استقرار نسبة الدين العمومي والإدارة الفعالة والمسؤولة للموارد المختلفة لتحقيق أهداف طموحة ومدروسة.

ومع ذلك، لا تزال قيمة الواردات أعلى من قيمة الصادرات، مما يؤدي إلى عجز في الميزان التجاري من سنة لأخرى. ورغم انخفاض معدل البطالة الذي يبلغ حوالي 3.2%، إلا أن الشباب وربات الأسر يشكلون النسبة الأكبر من السكان. ويشمل هذا مجموعة من الأوضاع والوقائع، مما يُبرز التحديات والاحتياجات الخاصة لهؤلاء النساء. كما تواجه البلاد موقعًا جغرافيًا يُعقّد أنشطتها الاجتماعية والاقتصادية وإنتاجيتها الإجمالية. علاوة على ذلك، تُجبر الكوارث البيئية هذه الدولة أحيانًا على مواجهة كوارث عامة متنوعة، قد يكون تأثيرها عميقًا على الساكنة والنظم البيئية، مثل الفيضانات التي غالبًا ما تُسببها الأمطار الغزيرة، والانفجار الذي وقع في منطقة صناعية في ماهي، أكبر جزر الأرخبيل وأكثرها اكتظاظًا بالسكان.

إن القيادة الثاقبة والرؤيوية والشاملة لهذا البلد الصامد تعرف كيف توجه وتضع سياسات سليمة وفعّالة للسعي المستمر لتدريب قوى عاملة مؤهلة وماهرة بشكل أفضل، وتعزيز معايير الحماية الاجتماعية بهدف تحسين تنمية الرأسمال البشري.

ولأن الرأسمال البشري هو ركيزة أي اقتصاد مزدهر، فإن مركز كافراد، المركز الرائد في مجال التكوين والبحوث، على أهبة الاستعداد لدعم جهود التنمية في سيشل من خلال التدريب الذي يركز على المهارات الشخصية (المهارات الشخصية، والسلوكية، والعلائقية، والنفسية، والمعرفية). وستسهم هذه المهارات بلا شك في تعزيز استراتيجيات مبتكرة تُحسّن الأداء والقدرة التنافسية، بالإضافة إلى بناء اقتصاد عالمي متنامٍ ومتنوع يضمن مستقبلًا أفضل وأكثر شمولًا واستدامة.

وإذ يؤكد كافراد فرحته بالاحتفال بالذكرى التاسعة والأربعين لاستقلال جمهورية سيشل، فهو يعرب عن أمله في أن يتميز هذا الطريق إلى اليوبيل بالتقدم الممتاز وأن ينعش العلاقات بين كافراد وجمهورية سيشل.