18 نونبر: تخليد لذكرى فجر استقلال المغرب

يحتفي المغرب، في الثامن عشر من نونبر من كل سنة، بواحد من أبرز محطات تاريخه الحديث: عيد الاستقلال. فهو ليس مجرد يوم عطلة، بل رمزٌ لنهاية مسار طويل من الكفاح وبداية مرحلة استرجاع دولة عريقة لسيادتها.

السياق التاريخي: من نظام الحماية إلى بزوغ الحرية

لإدراك قيمة هذا اليوم، لا بد من العودة إلى 30 مارس 1912، تاريخ توقيع معاهدة فاس التي فرضت على المغرب نظام الحماية وقسّمته بين فرنسا وإسبانيا. وعلى مدى 44 سنة، انخرط الشعب المغربي، بقيادة الأسرة الملكية العلوية والحركة الوطنية، في مقاومة لا تهدأ دفاعًا عن حقه المشروع في الاستقلال.

وكان نفي السلطان سيدي محمد بن يوسف (الملك محمد الخامس) سنة 1953 نقطة تحول مفصلية. فبدل أن يُضعف الحركة الوطنية، زاد في التفاف المغاربة حول ملكهم الذي تحول إلى رمز للوحدة والصمود. وبفضل الضغط الشعبي والنضال السياسي والمسلح، أصبحت سلطة الحماية عاجزة عن إخماد المطالب الوطنية.

18 نونبر 1955: العودة الميمونة وإعلان الاستقلال

في 16 نونبر 1955، عاد السلطان محمد الخامس من منفاه في كورسيكا ثم مدغشقر، وسط استقبال شعبي كبير جسّد انتصار الإرادة الوطنية. وبعد يومين فقط، أعلن من القصر الملكي رسميًا انتهاء عهد الحماية واسترجاع المغرب لسيادته، مؤكدًا انطلاق مرحلة “بناء دولة ديمقراطية حديثة قائمة على ملكية دستورية ونظام برلماني”.

ورغم عدم اقتران هذا اليوم باتفاقية رسمية، فقد مثّل انتصارًا سياسيًا وأخلاقيًا كبيرًا، وتتويجًا لنضال شعب بأكمله.

18 نونبر: فخر وذاكرة وتجديد للعهد

تعم المملكة أجواء احتفالية مميزة تشمل:

  • مراسيم رسمية يترأسها جلالة الملك لتكريم قدماء المحاربين وأعضاء جيش التحرير.
  • رفع الأعلام وترديد النشيد الوطني في جميع أرجاء البلاد.
  • نشاطات ثقافية وتربوية من معارض ومحاضرات لتعريف الأجيال الصاعدة بملحمة التحرير.
  • أجواء شعبية تنبض بالموسيقى والعروض الفنية في الساحات والشوارع.

ما بعد الاحتفال: رسالة تتجاوز الزمن

لا يُعد 18 نونبر مجرد ذكرى تاريخية، بل هو استحضار لقيمة الاستقلال كمسؤولية مستمرة. فالمغرب اليوم يواصل كفاحه من أجل التنمية الشاملة وتعزيز الوحدة الوطنية، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس.

إنه يوم ينظر فيه المغاربة إلى الماضي بفخر، وإلى المستقبل بأمل، مستلهمين روح هذا التاريخ المضيء.

تهنئة المركز الإفريقي للتدريب والبحث في الإدارة للإنماء (كافراد) بمناسبة عيد استقلال المملكة المغربية

بهذه المناسبة الغالية، يتقدم المركز الإفريقي للتدريب والبحث في الإدارة للإنماء (كافراد) بأسمى التهاني إلى المملكة المغربية، وإلى جلالة الملك محمد السادس، والحكومة، والشعب المغربي كافة.

ويعتز كافراد بانتمائه إلى المغرب منذ تأسيسه، وبمسار التنمية الريادية الذي تشهده المملكة. فقد واصل المغرب، بفضل الرؤية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس، تعزيز مؤسساته، وتحديث إدارته، وترسيخ مكانته كفاعل محوري في استقرار وتقدم إفريقيا. وتظل قيم التنمية الإدارية والحكامة الجيدة، التي يقوم عليها كافراد، مثالاً تلهم جميع الدول الأعضاء.

كما تُعد الشراكة بين المغرب وكافراد نموذجًا يُحتذى للتعاون جنوب–جنوب، وتجسيدًا لرغبة مشتركة في بناء إفريقيا أكثر ازدهارًا وفاعلية.

وبهذه المناسبة، يجدد كافراد تضامنه التام مع المملكة المغربية، متمنيًا لها دوام التقدم والازدهار والسلام.

Envie D'être Renseigné Sur Tous Les événements du CAFRAD?