26 أبريل: يوم اتحاد تنجانيقا وزنجبار – ميلاد تنزانيا الحديثة
تحتفل تنزانيا في 26 أبريل من كل سنة بيوم الاتحاد، تخليداً لحدث تاريخي مهم، ألا وهو توحيد تنجانيقا وزنجبار في سنة 1964. ويمثل هذا التاريخ التأسيس الرسمي لجمهورية تنزانيا المتحدة، وهي مثال فريد على الاتحاد الطوعي بين دولتين إفريقيتين مستقلتين حديثاً.
اندماج سياسي استثنائي في إفريقيا
تنجانيقا، التي حصلت على استقلالها سنة 1961 برئاسة جوليوس نيريري، وزنجبار، التي حصلت على استقلالها سنة 1963 قبل أن تهزها ثورة في يناير 1964، قررتا الاتحاد في 26 أبريل 1964. ووقع على هذه الاتفاقية، المعروفة باسم “قانون الاتحاد”، جوليوس نيريري (رئيس تنجانيقا) وعبيد أماني كرومي (رئيس زنجبار). ومعًا، أنشأ دولة جديدة: تنزانيا. “إن اتحاد تنجانيقا وزنجبار هو الخطوة الأولى نحو إفريقيا موحدة.” — جوليوس نيريري، 1964
ما هي أسباب هذا الاتحاد؟
هناك عدة أسباب لهذا التقارب السريع:
استقرار زنجبار بعد ثورة عنيفة.
منع النفوذ الشيوعي على الأرخبيل، الذي كان يقترب من كوبا والاتحاد السوفييتي.
تحقيق الرؤية الإفريقية الشاملة التي وضعها جوليوس نيريري، المدافع المتحمس عن الوحدة الإفريقية.
وقد وصف المفكر الشهير علي مزروعي هذا التحالف بأنه “زواج سياسي يسود فيه الاستمرار على القطيعة.
اتحاد بهويتين
تم إنشاء تنزانيا من توازن دقيق. تحتفظ زنجبار بالحكم الذاتي الجزئي: فلديها رئيسها وبرلمانها وحكومتها، وخاصة فيما يتعلق بالشؤون المحلية. لكن شؤون السياسة الخارجية والدفاع والعملة تدار من طرف الحكومة المركزية. وقد أدى هذا الهيكل المزدوج، الذي لا يزال قائما حتى الآن، إلى توليد توترات سياسية في بعض الأحيان، وخاصة خلال الانتخابات في زنجبار. ومع ذلك، فقد نجح الاتحاد في الصمود في وجه العديد من التجارب، بما في ذلك اغتيال كرومي في سنة 1972. يمثل الاتحاد إنجازاً سياسياً رائعاً وتسوية دائمة. — البروفيسور عيسى شيفجي، جامعة دار السلام.
نموذج أفريقيا؟
يظل اتحاد تنجانيقا وزنجبار أحد التجارب القليلة الناجحة في اندماج الدول ذات السيادة في إفريقيا ما بعد الاستعمار. ويتم الاستشهاد به في كثير من الأحيان كمثال للإدارة الذكية للتنوع الوطني. هذا ويتم الاحتفال بيوم الاتحاد كل سنة بكل فخر، سواء في القارة أو في الجزر، مما يذكر بأهمية الوحدة والحوار والاحترام المتبادل في بناء الأمة.
خاتمة
إن يوم الاتحاد ليس مجرد ذكرى، بل هو رمز للرؤية السياسية والتسوية التاريخية والأمل القاري. وتذكرنا أنه بالإرادة والقيادة، من الممكن التغلب على الانقسامات لبناء مستقبل مشترك معًا.