الشتات والقارة في مسار واحد: نحو نهضة إفريقية شاملة

في السابع من شتنبر، استضاف مقر الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا القمة الثانية بين إفريقيا ومنطقة الكاريبي، والتي جمعت رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي والجماعة الكاريبية (كاريكوم). انعقدت القمة تحت شعار: العبودية والترحيل والاستعمار جرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية لشعوب إفريقيا.

شارك في هذا اللقاء ثلاثة عشر رئيس دولة من الكاريبي إلى جانب قادة عدد من الدول الإفريقية، حيث ناقشوا سبل تعزيز الشراكة بين القارة الإفريقية وجالياتها في الشتات.

ركزت القمة على ثلاث أولويات رئيسية:

  1. بناء شراكات عابرة للقارات لمواجهة التحديات العالمية والدفاع عن المصالح المشتركة.
  2. تعزيز العدالة التصالحية والاعتراف بالمظالم التاريخية التي لحقت بالشعوب الأفريقية وذريتها.
  3. تطوير التعاون في مجالات استراتيجية مثل الاقتصاد، الثقافة، التعليم، والصحة.

كما أبرزت القمة نجاح المبادرات الأفريقية في مواجهة تحديات المناخ، لاسيما عبر لجان حوض الكونغو، ومنطقة الساحل، والدول الجزرية الأفريقية، وهو ما عُد اعترافًا بقدرة أفريقيا على الصمود وبناء نماذج تنموية مستدامة.

وفي ختام أعمالها، شدد القادة على ضرورة ترجمة القرارات إلى نتائج ملموسة لصالح الشعوب، وبالأخص الشباب الذين يمثلون الأمل في مستقبل أكثر عدلاً وإنصافاً. كما أكدوا التزامهم بتوسيع التعاون ليشمل مجالات النقل الجوي، التجارة، الثقافة، العلوم، الصحة، وتنقل الشباب، مع الدعوة إلى عقد القمم بانتظام لضمان متابعة الالتزامات.

وتناولت المناقشات قضايا جوهرية مثل السلم والأمن، التنمية المستدامة، التحول في الطاقة، وتعزيز التراث الأفريقي. واعتمدت في ختامها خارطة طريق عملية لتنسيق المواقف بين أفريقيا والكاريبي داخل المؤسسات الدولية.

عقد لإعادة وصل أفريقيا بجالياتها

في فبراير 2021، أعلنت قمة رؤساء الدول والحكومات “عقد الجذور الأفريقية والشتات الأفريقي” للفترة 2021-2031، بهدف إبراز إسهامات المنحدرين من أصل أفريقي وتعزيز الروابط التاريخية والثقافية والسياسية بين القارة وأبنائها في المهجر. ويعكس هذا العقد قناعة راسخة بأن مستقبل أفريقيا القارية مرتبط ارتباطاً وثيقاً بمصير الشتات.

وفي هذا الإطار، سيُعقد المؤتمر الأفريقي التاسع في لومي من 8 إلى 12 دجنبر 2025، تحت شعار: تجديد الوحدة الأفريقية ودور أفريقيا في إصلاح المؤسسات متعددة الأطراف: حشد الموارد وإعادة ابتكار الذات من أجل العمل.

إن جوهر هذه الديناميكية يقوم على إعادة بناء التضامن الأفريقي، بين الدول القارية وأبناء الشتات على السواء، بهدف تجاوز الانقسامات الموروثة عن الاستعمار واستعادة وحدة استراتيجية تعزز المكانة الأفريقية على الساحة الدولية.

Envie D'être Renseigné Sur Tous Les événements du CAFRAD?